هذا غير صحيح فالرؤيا تقع كما أراد لها الله حتى وإن أخطأ المؤل أو حاول تحريف المعنى لأنها حق وتعالى الله عن العبث .
ولو كان ذلك كذلك لجاز لكل إنسان تأويل رؤياه على مايحب وأنتهى الإشكال , ويصبح هذا الأمر مجرد لعب ولهو وعبث تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا .
فالله يرى العبد الرؤيا تبشيراً وتحذيرا , وكانت هي أصل النبوئة .
ولكن وقع الناس في هذا الخطأ لعدم تدبر كافة جوانب الأحاديث والإلمام بها واكتفوا بلفظ في رواية له وجه لم ينتبهوا له أو أخذوا ما يوافق أهوائهم .
ومن أمثلة ذلك ماهو في أصل الدين وهو التوحيد فأخذوا رواية واحدة في كلمة لا إله إلا الله محمدرسول الله وتركو روايات صحيحة تشرحها بالكفر بما يعبد من دون الله والأيمان بالله ثم يلي ذلك الصلاة الى باقي الأركان فاهتموا بأركان وواجبات الصلاة وحرصو على عدم الوقوع في نواقضها وتركوا الركن الأول وهو مقتضيات لاإله إلا الله وواجباتها ومعرفة نواقضها وتجنبها فأصبحت ككلمة عابرة ولازال النصارى واليهود يقولونها ولم تغني عنهم بل جائت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ليجدد كلمة التوحيد للعبودية لله وترك الشرك والكفر والبدع ولو كان لفظها لوحده كافياً لبقى اليهود والنصارى في حكم المسلمين وها نحن نرى كنائسهم مشرعة الأبواب ويصومون ويصلون ويقولونها ويحجون فهل أغنى ذلك عنهم .
ملخص الموضوع أنه عندما دخلت الأهواء فسر الدين بما يوافق العاطفة والهروب من مواجهة الحقائق والواقع لتحمل الأمانة التي حملها الإنسان وكان ظلوماً جهولا .
ونسى الناس معركتهم مع الشيطان وحصروها في بعض الأخلاقيات وتركوا الأسس ولايزالون حتى يتركون حتى الأخلاقيات مصداقاً لحديث الرسول ستتبعون سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة , ومصداقا لقوله ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعون فرقة كلها في النار إلا واحدة .
الرؤيا لايغير وقوعها كما أراد لها الله كلام مؤل .
وتقع حتى ولو لم تاول وقول الرسول فلايحدث بها فإنها لن تضره أي أنه بدعائه وإيمانه وتقواه سيتخطى ضررها فإنها لن تضره , ولو أنها لن تقع لقال فإنها لن تقع .
رسالة sms
